بسم الله الرحمن الرحيم
بعد كل انجاز تاريخي لابد ان يعقبه عمل جماعى يتوحد من خلاله المصريين تحت غطاء واحد وهو مصلحة البلد ومستقبل الاجيال القادمة واننى قد فكرت كثيراً فى شئ يجمع المصريين لبناؤه ، ليس لكى يبنوا هرماً يظهر عظمتهم ولكن ليبنوا دليل على مجدهم وجدارتهم بمصريتهم
ولعلنا نعرف أن الغايه من بناء الأهرامات فى عصور الفراعنه كان هدفها الاول توحيد المصريين على عمل له عظيم الشأن فى الحاضر وفى المستقبل ، لم يكن المصريون ليبنوا مثل هذا البنيان إلا عن قناعه باهميته ، وحباً فى التقدم والرخاء لكل المصريين
فى اعتقادى أن الغاية من بناء الاهرامات ليس دفن الملوك وفقط ولكن للاهرامات خبايا اقتصادية تفصح عنها الايام ، فمنها انه كان أكبر مقر لحفظ الحبوب و القمح فى أيام الفراعنه واثبتت الايام ان الشكل الهرمى له طاقة حفظ لأى شئ لمدد طويله
كانت الاهرامات شاهداً على روعة الهندسة ايام الفراعنه ونبوغهم فى الفلك و الزراعه و الطب ( التحنيط ) والفن ( الرسوم) غير انها تعكس مدى تقدمهم آنذاك
ما أحوجنا فى تلك الأيام المباركه وبعدما أثبت المصريون أنهم مازالوا على قيد الحياه بعد عقود كثيره ضاعت من عمرهم فى ظل حكام ضعاف قصيرى النظر وقليلى الطموح ، فقد كان كل طموحهم هو الخروج على الصفحات الأولى من الجرائد بانجازات وهمية و معدلات نمو كاذبه ليخرجوا علينا ونحن مستكينين ليخرجوا علينا ألسنتهم وكأننا لانعنيهم ، وكأنهم قد عينوا أنفسهم أوصياء علينا
لم يعرفوا قدر المصريين فعرفهم المصريون قدرهم ومكانتهم فى مزبلة التاريخ بجوار الحجاج بن يوسف الثقفى الذى لا أعتقد بأى حال من الأحوال أن يقارن بمبارك وأعوانه ،
لم تعانى مصر فى تاريخها بقدر ماعانت فى أيام مبارك ، حتى أيام الاحتلال كنا نعتبرها أيام عز بالمقارنه بعهد مبارك البائد ، باع الاراضى للاجانب بعدما ضحت مصر بأجمل وأنبل شهدائها فى سبيل تحريرها ليقبض هو وعصابته ثمنها ، تنازل كثيراً عن حقوق المصريين فى كل مكان حتى أصبحوا يتبرأون من مصريتهم ، أضعف مكانة مصر فى الوطن العربى والاقليم الافريقى بنزوحه عنهم وتوجهه الى الغرب واوروبا طلبا فى الحماية من عثرات التاريخ و هروباً من المسئولية التاريخيه الملقاه على عاتقه.
فليس اى شخص يحكم مصر ، لأن من يحكمها لابد وأن يعرف قدرها وقيمتها وقامتها ، ويحفظ كرامة المصريين وألا يكون قد شارك بالقول أو بالفعل فى إذلال المصريين أو التنازل عن حقوقه ، أو من استهتر بمصر ومكانتها فى الخارج لكى يصبح اسم مصر مجرد خيال مآته ، لقد كان لمصر قيمة عند العرب و الافارقه وكان الجميع يهابون مصر وقدرتها ولا يستطيعون التحرك بدون وجودنا ولكن فى السنوات الاخيره وجدنا تجرأ من دول - من المفترض انها ضعيفه - على مصر وسيادتها مما يخل بوجودها ومن الغريب أن نجد أن مبارك خانعاً موارى وجهه عن مشاكل حقيقيه قد تواجه مصر فى المستقبل القريب.
تركت مصر مساحه لقوى أخرى أن تأخذ مكانتها ، فوجدنا اسرائيل تمد يدها بدلاً منا الى جاراتنا الافارقه ليحجزوا عنا المياه بحجة التنمية والغريب اننا وجدنا الاستكانه من حاكمنا وحكومته ، ولم نجدهم مشغولون الا ببيع المال العام و خصخصة أملاك المصريين بدون وجه حق
حان وقت العودة يا مصر فلا تتركى الفرصه ، فالكل فى حالة ذهول من قوة المصريين وقدرة تحملهم ، فقد خاف منا العدو قبل الصديق ، ولكن ينبغى أن نستفيد من تلك الحالة فى ارجاع حقوق مصر المهدره وارجاع كرامة المصريين الممحاه وارجاع قيمة مصر كقوة لا يستهان بها
حان وقت محاسبة الفاسدين ممن غيروا قيمة مصر والمصريين وباعوا اراضيها باثمان بخسه لا تساوى أثمان دماء الشهداء ، حان وقت محاسبة القتله و السارقين ، حان وقت اللاعبين بمستقبل البلد ، حان وقت محاسبة أعضاء مجلس الشعب أعضاء الحزب الوطنى الذى لم يفسد الحياه السياسية بقدر ما أفسد مصر
حان وقت بناء الهرم الرابع ليتجمع المصريين حوله وليكن المشروع القادم استصلاح الصحراء أو ازالة وتطهير الالغام أو البحث عن مشروع قومى قوى بقوة السد العالى و وعظيم بعظمة قناة السويس وجميل يجمال ثورة 25 يناير لكى يلتف المصريين حوله لبناء مصر الحديثه الرائده
وأتمنى من الله أن يحفظ مصر واهلها وأن يجعلها قوة عظمى لا يستهان بها ولا بعزتها
28/3/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق