بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
بعد أن ديست كرامتنا و اُنتهكت محارمنا و تبعثرت اهوائنا ، بات لنا جميعا أن نتوحد تحت الصف العربى و الاسلامى البحت الذى لا يشوبه التكبر و الحقد ، بل تسوده روح المحبة و الاخاء التى تجمعنا جميعاً فى هذا الوطن العربى الأم ، يعلم جميعنا أن معظم أفضال الماضى يضيعها الابناء على جميع المستويات.
فمثلاً نجد أن أباً جمع من المال مالا يُعد و كان صالحاً ، لابد و ان يأتى من بعده من يعثوا بالمال مفسدين . و كذلك فى أى شئ ، دائماً ما طار طير و ارتفع إلا كما طار وقع ، حتى فى الازمان دائماً هناك قمة للأمم يأتى فيها آخر تقدمها مع اضعف قادتها حتى تبدأ بالانهيار حتى قاعها و يأتى أقوى قادتها ليقودها من جديد لعصر جديد قد يمتد بعيداً و قد تغلبه الاهواء و حب التحكم فى السلطان و حب المال فينتهى عاجلاً.
فى هذا الكتاب بمشيئة الله تعالى و توفيقه ، سأحاول طرح حلول لقضايا أتت بأمتنا إلى القاع البعيد و التى يُتوقع أن تستمر طويلاً طالما ظل الحكام ضعاف لا يقدرون على شئ ، إلا أننى أتوقع أن تنزاح هذه الغمة قريباً بتفتح الشعوب و ثورتهم لتصحيح الاوضاع التى تردت مؤخراً مع حكامهم الضعاف ، فأنا لا أقصد الضعاف هنا هو عكس القوة لا بل اقصد بالضعف هو ضعف القاعدة العلمية التى هى قوة الأمة.
سأبدأ فى بداية الحديث الكلام عن مصر نظراً لأهميتها فى أى دور تقدمى للأمة كلها ، و ذلك بفضل مكانتها بين الامم و توسطها الشرق و الغرب و الاهمية الاستراتيجية فى الدفاع عن الوطن العربى كله.
أولا : لابد من وضع الهدف الذى من أجله نتقدم ، يعنى مثلا قمة أهدافنا تحرير القدس فهى الغاية التى سنتقدم من أجلها فهى قلب العروبة و منبتها و هى رمز لكرامتنا
ثانياً : القاعده التى يجب ان توضع لنسير على الطريق الصحيح فى درب التقدم العلمى و الاقتصادى و العسكرى.
ثالثاً : طرق الحفاظ على التقدم والبناء عليه.
سؤال البداية
يجب أن نتعرف على أسباب ضعفنا ومراكزها لكى نستطيع أن نتغلب عليها فى إطار خطه منظمة.
لابد لنا أن نعرف أن النظام الملكى هو نظام غبى من الدرجه الاولى حيث يعيق التقدم لانه ليس كل الذريات اقوياء علاوة على ان السلطة والمال يغريان ضعاف النفوس وإذا تحكم المال فى الحكم ساد الظلم ودام التأخر وكثر الضعف
من أسباب تاخرنا أيضاً هو عدم الاعتراف بالاخطاء لأن الاعتراف بالخطأ يترتب عليه صفاء النفوس وقوة الاراده وزيادة التحدى وليس الخطأ معناه الظلم فقط ولكن نقص التفكير الذى قد يؤدى إلى كارثه اذا ما استمر التكابر على الاخطاء
ولابد ان نعرف ان الاعتراف بالخطأ يجنب حدوثه مرة اخرى ، ونأخذ مثال على ذلك هو فرعون الامه المصرية الحديث حسنى مبارك ، لم يكن يوماً ليعترف بخطأ ارتكبه هو أو احد وزراؤه ، بل يخرجون علينا بمزيد من الأكاذيب التى كانت تؤدى الى مزيد من الاحتقان ، لم يكن يوماً يحترم القانون ولا رأى القضاء ولا يطبق العداله فى أى مكان ، حيث انتشرت الوساطه و المحسوبية و طغيان رأس المال على السلطة مما أوشك بنهاية عهده ونفاذ رصيده عند الناس .
وأدت السياسه الفاشله فى ادارة البلاد إلى مزيد من الضعف فى الحياة العلمية – فلم هناك فائده من التعليم مع انتشار الوساطه – ، وضعفاً فى الحياه السياسية – باضعاف الاحزاب – ، وضعفاً فى الحياة الاقتصادية – بانتشار الاحتكار - ، وضعفاً فى العداله – مع عدم احترام القضاء - ، وضعفاً فى الحياة الدينية – بكثرة مشايخ السلطان - ، وضعفاً فى الزراعه – ببيع الحزام الاخضر لرجال الاعمال لبناء القصور و عدم الاهتمام بالفلاح - ، وكل هذا أدى الى حاله من السخط الشعبى الكبير الذى أوشك على الانفجار .


